حوار بين معدتين في رمضان.

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

اما بعد:



بين معدتين

المعدة ((1

بعد أسبوع من بداية شهر رمضان الكريم التقت معدتان، ودار بينهما حوار غذائي:


المعدة(1) ما أسعدني في رمضان..!نشاط.. هدوء.. وصحة..



المعدة(2) ما أتعسني في رمضان..! خمول.. وانزعاج.. وتخمة..

المعدة(1) شيء يدعو للعجب..


ما السبب؟




المعدة(2) بمجرد أن تغيب الشمس وضعَ صاحبي على مائدته كل ما تشتهي النفس، واندفع يأكل ويملؤني ويكدّس.

المعدة(1) مسكينة.. أين أنتِ من صاحبي الرزين الذي يقسم إفطاره إلى وجبتين، يبدأ بالتمر واللبن، ثم يصلي، ويعود ليأكل طعاماً متوازناً، ليريحني ولا يصيبني الوهن


المعدة(2) أنت محظوظة.. أما أنا فكأني في معركة، حياتي مرتبكة... شرب ماء يتخلل الطعام، فمن أين أعرف الابتسام؟! تناول حلويات ودهون بإفراط مضر.. وأكل بلا توقف حتى يؤذن الفجر


المعدة(1) حماك الله من الشرور، وماذا عن السحور؟




المعدة(2) لا تذكريني به، لأن فيه من الأخطار ما لا يقل عن معركة الإفطار


المعدة(1) تقصدين أنه ليس كسحوري لطيف خفيف.. كوب لبن أو قطعة خبز مع جبن أو فاكهة أو كأس عصير أو قليل من الحلوى، لأن الإكثار منها سيزيد إحساسنا بالجوع وتكثر الشكوى


المعدة(2) من يرى صاحبي وهو يتسحر يظن أنه سيصوم طول الدهر


المعدة(1) صاحبي حكيم في سحوره وفطوره، لأن رمضان عنده شهر عبادة، وتقليل الطعام فيه للجسم أكثر من فائدة:


1. الصوم إراحة لأجهزة الجسم وخاصة الجهاز الهضمي والعصبي والقلب وتنشيط الغدد الهضمية، مثل: الكبد، والبنكرياس.

2. الصوم يساعد الكليتين على التخلص من العديد من السموم والمواد الضارة.

3. الصوم يساهم في تخلص الجسم من بقايا الفضلات في المعدة والأمعاء التي تؤدي إلى تكاثر الجراثيم.

4. الصوم يعدل من نسبة الدهون بالدم كالكولسترول، وخصوصاً إذا حرص الصائم على ممارسة الرياضة كالمشي بعد صلاة التراويح.

المعدة(2) رياضة!!....

هذه لا أعرفها في شهر الصيام إلا حين يركض بي صاحبي للمستشفى ليتخلص مما سببته له كثرة الطعام من آلام.